مهرجان آلة البزق الثاني عشر يحتفي بالتراث السوري
دمشق - تتواصل في دمشق فعاليات النسخة الثانية عشرة مهرجان آلة البزق، الذي يستقطب الكثير من عازفي هذه الآلة العريقة في عروض متلاحقة تختتم يوم الثامن والعشرين من مايو الجاري.
وافتتح المهرجان، الذي تنظمه وزارة الثقافة - مديرية المسارح والموسيقى، مساء الثلاثاء على أنغام ثمانية عازفين من مختلف أنحاء سوريا، حيث قدموا معزوفات مزجت بين الموسيقى الأكاديمية والشعبية، وذلك على خشبة مسرح الحمراء بدمشق.
وعزفت خلال الحفل مقطوعات من ألحان محمد عبدالكريم وبحري التركماني، كما قدم العازفون بعض الألحان الفيروزية وكان الختام بمقطوعة "رقة حسنك وجمالك" التي بدأها تركماني بصولو على آلة العود.
وأكد الإعلامي إدريس مراد مدير ومؤسس المهرجان أن أول أهداف المهرجان كان إخراج آلة الطنبورة إلى المسارح، مبينا أن الدورات السابقة للمهرجان استطاعت تقديم الألحان من دون الأغاني أو الكلمات التي طالما رافقت صوت الطنبورة كما جذبت الجمهور ومحبي ألحان البزق وعائلتها التي تعد الطنبورة الأم فيها.
حوارية حول أساليب العزف على آلة البزق في سوريا مع عزف جماعي لأكثر من عشرة عازفين على هذه الآلة التي ستقدم خلال يوم السبت خامس أيام المهرجان.
ويستضيف المهرجان على امتداد أيامه الستة أربعين عازفا من نخبة العازفين السوريين بين الصولو والجماعي على مختلف الآلات الموسيقية التي يتربع البزق على عرشها في مهرجانه السنوي.
وأخرج العازفون من أوتار آلة البزق أعذب الألحان التي جادت بها أناملهم من خلال الأيام الأولى للمهرجان، مستحضرين تراث منطقة الجزيرة السورية بأنغامهم. وتنوعت الآلات التابعة للبزق من الطنبورة والبغلمة بأنغامها المختلفة في المهرجان الذي يقدم حفلات لعازفين منفردين أو فرق موسيقية جماعية.
كما تنوعت المعزوفات حيث اعتمد أغلب العازفين على المقطوعات الموسيقية التراثية كمحاولة لتمثل رسالة المهرجان. ووفق المنظمين فإن جمهور المهرجان أصبح يتلذذ بالسماع إلى هذه الآلة ويتذوق موسيقاها وهذا دليل على أن المهرجان يحقق الأهداف المرجوة منه.
ويسعى الكثير من العازفين لتحقيق تمازج بين الماضي والحاضر من حيث عنصر الحداثة الذي يضيفونه، من خلال استعدادهم لخوض العزف على آلة البزق الكهربائي والتجديد في المقطوعات التراثية التي سوف يستمتع بها الجمهور خلال أيام المهرجان.
وبالفعل، حقق الفنانون المشاركون في المهرجان نقلة فنية نوعية في هذه النسخة منه، وذلك من خلال المعزوفات الفردية والمقطوعات الجماعية والابتكارات والإضافات التي قدموها. ويشارك في المهرجان عازفون من مختلف المناطق السورية، معبرين عن شغفهم بالموسيقى وبآلة البزق من خلال الإبداع والابتكار.
وقدم كل منهم مقطوعات متنوعة قوامها الجمال والشجن والعذوبة التي تتصف بها هذه الآلة الشرقية، وجادت بها أناملهم طيلة أيام المهرجان، من فنون الشرق وتراثيات مناطقهم، خاصة تراث منطقة الجزيرة السورية التي يتألق فيها العزف على البزق.