"الرعب" من أخطر المشاعر الإنسانية. المترجمة والقاصة رثد نيازي

حاورتها فرح تركي

الكاتبة والمترجمة رثد نيازي في البداية نرحب بك و نشكرك لتلبية الحوار وفتح أفق الولوج إلى مكونات ذاتك ونود أن تتكرمي وتعرفينا والقراء عن شخصك ومواهبك وعن الكثير عن رثد نيازي المخفي عنا.
رثد نيازي: شكراً جزيلاً لهذا الحوار، مبادرة لطيفة منك
"أنا رثد نيازي، كاتبة ومترجمة عراقية. من مواليد 1988 من محافظة واسط/ الكوت. صدرت لي كتب مترجمة منها روايات و منها كتب متنوعة تاريخية و علمية. كما أكتب في مجال الرعب و الجريمة وصدر لي كتاب ضمن أدب الرعب تحت عنوان (غرفة الشيطان) وهو مجموعة قصصية"

_هل أختيارك لكتابة أدب الرعب هل هو حب وشغف نحو هذا النوع الأدبي أم هو حبك لخوض عوالم بعيده في عالم الكتاب؟

-هنالك أسباب متعددة تقف خلف توجهي نحو أدب الرعب، ربما يمكنني القول بأن أولها هو كون "الرعب" من أعمق المشاعر الأنسانية التي يمكنها توليد أنفعال أو رد فعل مباشر وسريع.

_ماذا عن "الحب"؟

- أن الحب قد يتطلب وقتاً وليس لدينا جميعا مشاعر الحب فلا يمكننا توظيفه بسهوله غير أن الرعب مباشر وبمجرد توضيح موقف ما عن طريق كتابة أو صورة أو فديو سيكون هنالك تأثير يصل مبتغاه على الطرف الآخر.
أما في عوالم الكتابة في بلدي، فهنالك نقص شديد أو ربما يكاد أن ينعدم أدب الرعب. ومحبة مني لهذا الصنف الأدبي، ولقدرتي على كتابته بفعل الخيال الذي سببته أمور عديدة لي، لطالما تقتُ أن أفيض من محبتي للرعب في الأدب العربي.

_كيف بدأت في تجربة الترجمة وما هي أعمالك المترجمة وما هو العمل الأقرب إلى قلبك؟

-لم تفارقني المطالعة منذ صغري فلم يكد أن يمر يوم دون قرائتي لكتاب ما. وبذلك صُقِلت لغتي العربية كثيراً. كما أوصلتني مسيرتي الدراسية إلى أساتذتي في جامعة واسط/ كلية التربية/ قسم اللغة الأنجليزية الذين ساندوني كثيراً، فمنهم من رأى فيّ بذرة شيء نافع، فشجعوني كثيراً وسندوني. وأخص بالذكر خلال الدراسة الجامعية الدكتورة فداء المولى التي درستني مادة الترجمة شجعتني كثيراً ولطالما نادتني ب(قاموس) خلال الفصل الدراسي. واليوم، أنا أعلم أن حبي وشغفي بالترجمة منبعه الدكتورة فداء المولى. أما الأستاذ محمد ناصر البديري. فتشجيعه لي لم يتوقف حتى هذه اللحظة، ولطالما كان سندي، يطرح أفكاراً و يصحح اخطاءاً و يساندني بكل سبل الثقافة، فهو أكاديمي للغاية. ولا أنسى شكر أساتذتي جميعاً فلكل منهم نصيب في تشجعي ولن أنكر ذلك أبداً.

_مجموعتك القصصية "غرفة الشيطان" تجربة فريدة شعرت وانا اقرأها وكأني أشاهد فلم رعب عالمي عالي الإنتاج والإمكانات ما مدى فخرك بهذا الإنتاج. الأدبي. وهل هناك نيه لإنجاز آخر من ذات الصنف؟

-أنجزت كتابي (غرفة الشيطان) منذ عام 2016 غير أن ظروف كثيرة ألمت بي منعتني من طباعته و نشره حتى عام 2018. واليوم، أنا سعيدة جداً لمعرفتي محبة القراء لأدب الرعب سواءاً كان من كتابتي أو من أنتاج أي كاتب آخر.
كما لدي كتابين أعمل عليهما اليوم ضمن الرعب أيضاً، أحدهما باللغة الأنجليزية والآخر بالعربية تحت عنوان (في عزلة البرية).

_ما هو عمل رثد وهل هناك نشاطات غير الترجمة والتأليف؟

منذ عام 2009 وأنا اعمل تطوعاً لحماية البيئة عبر منظمة السلام الاخضر العالمية (غرينبيس انترنشونال). كما اعمل كمدرسة لغة انجليزية في أحدى مدارس محافظتي.

_رؤية أدبية تومنين بها وكاتب أو كاتبة تفضلين قراءة أعماله على الدوام؟

_لا شيء يحطم الأدب وأرثه أكثر من أدخال اللهجات العامية والالفاظ البذيئة إلى الكتابات الفصيحة. يجب علينا أن نحافظ على اللغة قدر المستطاع فلا ثبات فيها على كل حال وأن لا نساعد على حصر المفردات بما تحتويه العامية.
أما عن كاتبي المفضل فليس من السهل حصر الأمر بكاتب معين، ولكن يمكنني أن القول أن ستيفن كنج هو مثلي الأعلى ضمن أدب الرعب، غير أني اهوى المطالعة منذ صغري، ففي كل مرحلة عمرية لي كاتب مفضل. لنقل عبد الرزاق المطلبي ضمن طفولتي، وغادة السمان و اجاثا كرستي وفرويد و د.علي الوردي و رينيه ديكارت ضمن نشأتي. أما اليوم فأني اقرأ كل شيء وأي كاتب ايضاً كما كنت في السابق. ولا زلت اعشق كتابات من ذكرت بالإضافة إلى عبد الرزاق الجبران وبعض الكتاب العراقيين الشباب الموهوبين مثل محمد مريم صاحبة ملحمة (ملعون انترياس) و عمار حامد صاحب المجموعة القصصة تحت عنوان (ذهان) وهو كتاب عن حالات ترتبط بالعنوان،و ذو الفقار المعمار صاحب رواية (قديس بضعة أبليس) وغيرهم الكثير فأني أرى فيهم وغيرهم (ولا أقصد الحصر هنا) الكثير من الموهبة والأبداع وسيكونوا يوماً فخراً للأدب العربي والعراقي على وجه الخصوص.

لكل امرأة تحمل حلما ولا زالت تتردد في تحقيقه بالتأكيد بعد نجاحاتك هذه نود منك أن تستخلصي رساله لتبعثيها لها.

الحياة قصيرة وأجمل مافيها أن نبقى بخلود دائم ولا يحل هذا الخلود إلا عن فعل جميل دائم. لا تتوقفي أبداً فلابد من خلق الوقت لتحقيق أمنياتكِ. الحياة صعبة، ولكن العمل الدؤوب يجعلها جميلة و مفرحة وعلى وجه الخصوص حين تلمسي ثمار عملكِ. سواء كنتِ عزباء أو متزوجة أو أم، هنالك وقت يختبئ في جزء من اليوم، فلتستغليه بجدول منظم وليشهد العالم عطاء عقلكِ. فقط أفعلي مابوسعكِ!

_هل هناك مدى للطموح يجعلنا نتوقف عنده؟

_أبداً لا، يجب أن لا يكون هنالك أي سقف يتوقف عنده الحلم. أنا بدوري ارسم أحلامي أمام عيني و أصبو لها ولا أتوقف مهما حدث وبذلك يجب أن لا أوقف أحد عند حد وأن لا أقلل من عزيمته أو استهزأ بحلمه. علينا جميعاً أن نساند بعضنا البعض في إنماء و أعلاء طموحنا.

_حدثينا عن موقف من طيف الطفولة وأجمل الايام وثق في مخيلة رثد نيازي كنقش حجر و يأبى المغادرة؟

اللحظة التي أخبرتني فيها صاحبة المكتبة الأكبر في محافظتي واسط حين كنت استعير منها كتاباً في اليوم الواحد مقابل مصروفي اليوم (25 ديناراً عراقياً) فلم يكن بوسعي شراء الكتب انذاك فالمبلغ كبير بالنسبة لي (ولأغلب الشعب انذاك): "أنتِ بنت رائعة وتحافظين على الكتب، خذي كتابين في اليوم الواحد بدل كتاب وبنفس السعر. أنتِ تستحقين ذلك".
شكراً لها أين حلت وليرضى الله عنها.

_كيف تتعاملين مع الأمومة، وهناك بين يديك كتاب من إنجازك هو فيه الخوف والرعب؟ هل لك جناحان يخفان بالأمان؟

لا اطلع اولادي على كتاباتي من رعب وجريمة مطلقاً لأن نوع ادبي كهذه الانواع لابد أن يؤثر على سيكولوجية الطفل غير أني اهدي لهم مااترجم و اكتب من روايات و قصص اطفال و ناشئة.

_هل تختارين "بغداد" وبكل ما عانته من مصائب بطلة لاحدئ أعمالك في وقت قادم؟

ان شاء الله، لكن كتابتي تختلف بعض الشيء عن النوع الاجتماعي. غير أن لي كتاب عن التعذيب وماله من تأريخ طويل وقد ذكرت فيه بعض ما مر ببغداد والعراق أجمع من ويلات تعذيب.

_ماذا لو أصاب العالم كارثة كبيرة. هل هناك منفذ أو حل حتى لو كان خيالي لننجو. بعيدا عن الموت الذي هو يعتبر الخوف الأكبر لكثير من البشر؟

-عادةً ما تراودني افكار كهذه، حتى اليوم. ومع حلول فايروس كورونا وقبل أن يصل بلدي الحبيب العراق، تمنيت لو كان لكل منا ملجأ يحتمي به،
كثيراً ماأتخيل حدوث أمر مريع يهز العالم كنشاط أشعاعي مدمر، وعلى سكان الأرض الاحتماء في مكان آمن تحت الأرض. لنقل شيء مشابه لرواية (ومسلسل) المئة The 100 للكاتبة الأمريكية كاس مورغان.

_في نهاية حوارنا،شيء في قلب رثد تود قوله للجمهور مساحة لك لتتكلمي فيها أن كان لديك فكر أو رسالة أو نصيحة؟

لا شيء أفضل من الكتب و المطالعة ليتسنى لعقلنا الأرتقاء. وأخيراً أحيي و أشد على يد كل من يساهم في ترجمة كتاب الى العربية او العكس، وكل من يكتب كتاباً باللغة العربية الفصيحة ليكون أرثاً فكرياً لنا مابقينا.

قيم الموضوع
(3 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه