الجفاف ينذر بارتفاع واردات بلدان شمال أفريقيا من القمح

الجفاف ينذر بارتفاع واردات بلدان شمال أفريقيا من القمح

لندن – تنذر نُدرة الأمطار التي أدت إلى تدمير محاصيل القمح في شمال أفريقيا بارتفاع واردات بلدان المنطقة من هذه السلعة الأساسية إلى أعلى مستوى على الإطلاق حيث سينجر عن ذلك تضخم في فواتيرها.
وجراء استمرار موجة الجفاف التي لا أحد بإمكانه التكهن متى ستنتهي بالنظر إلى تحديات الاحتباس الحراري، يتوقع خبراء أن تلجأ كل من تونس والجزائر والمغرب إلى زيادة مشترياتها من هذه المادة في الفترة المقبلة ما قد يزيد الضغوط على ميزانياتها.
وتضمن تقرير حديث صادر عن وحدة مراقبة الموارد الزراعية التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي ترصد أيضا بيانات البلدان المجاورة، تقييمات متشائمة حينما قال معدّوه إن المنطقة تواجه “أسوأ جفاف موسمي” في التاريخ الحديث.
وأشاروا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تراجع محاصيل القمح في الدول الثلاث بنسبة تتراوح ين 17 و24 في المئة دون متوسط مستوياتها في خمس سنوات، مع ترجيح تقليص المحاصيل في بعض الفترات.
وكانت وزارة الزراعة الأميركية قد توقعت بدورها هذا الشهر أن يؤدي النقص في المحاصيل في بلدان المنطقة إلى زيادة وارداتها لتسجل مستوى قياسياً يبلغ 31.7 مليون طن في موسم 2023 – 2024.
وتعد شمال أفريقيا إحدى أكبر المناطق التي تشتري القمح على مستوى العالم، حيث بدأت بالفعل شراء كميات كبيرة من الخارج بعد موجة جفاف سيئة أخرى في العام الماضي.
وتشتد حاجة حكومات المنطقة إلى تأمين الإمدادات بشكل مستدام مع استغلال فرصة انخفاض أسعار القمح عالميا إلى النصف مقارنة بالمستوى القياسي في العام الماضي، مما قلّص قدرا من تأثير الأزمة الاقتصادية.
وتراجعت أسعار العقود الآجلة للقمح في تعاملات الاثنين الماضي بنسبة 1.4 في المئة إلى أقل من 6 دولارات للبوشل للمرة الأولى منذ مارس 2021، في ظل تركيز الأسواق على أحوال الطقس العالمية والهواجس الاقتصادية بشكل عام.
وأشارت وكالة بلومبرغ إلى أن المحللين رفعوا مؤخرا تقديراتهم لمحصول القمح خلال هذا العام في عدد من الدول الرئيسية المنتجة له بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي وروسيا، بفضل الأحوال المناخية المواتية.
وساهم ذلك في تخفيف حدة المخاوف من انخفاض الإنتاج في بعض مناطق الولايات المتحدة نتيجة الجفاف.
وأكد محللون أن أسعار تصدير القمح الروسي تراجعت مجددا الأسبوع الماضي بالتوازي مع انخفاض سوقه العالمية بسبب الإمدادات الجيدة وتمديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود، فضلا عن التوقعات المحلية بخفض رسوم التصدير.
وذكرت شركة الاستشارات الزراعية (إيكار) أن أسعار القمح الروسي، الذي يحتوي على 12.5 في المئة من البروتين، تسليم ظهر السفينة من البحر الأسود في يونيو، بلغت 242 دولارا للطن، بانخفاض ستة دولارات عن الأسبوع السابق.
وقال ديمتري ريلكو رئيس إيكار “لا تزال السوق تنتظر قرارا بشأن رسوم التصدير. نعم، كان هناك بيان من وزارة الزراعة، لكنني ما زلت أرغب في رؤية الصيغة”.
وتحصل دول شمال أفريقيا على نصف قمحها من روسيا وأوكرانيا اللتين تستفيدان من انخفاض تكاليف الإنتاج وتربة غنية وخصبة، ويجبر الصراع الدائر في أوكرانيا جيران مصر على التأقلم أيضا مع الوضع.

 

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه