البطاريات الصلبة تزيح بطاريات الليثيوم بعد عقدين من استخدامها

البطاريات الصلبة تزيح بطاريات الليثيوم بعد عقدين من استخدامها


نيويورك - تنشر تقارير بصفة يومية تقريبا عن اشتعال سيارة كهربائية في مكان مّا حول العالم. وغالبا ما تتصدر حرائق سيارات تسلا الصفحات الأولى لكون الشركة رائدة في السوق. وتسبب الاحتراق التلقائي للبطارية مؤخرا في اندلاع حريق في السيارة في كاليفورنيا على سبيل المثال. وتطلّب إخماد السيارة حسب رجال الإطفاء إلى ما يقرب من 6 آلاف غالون من الماء.

وقبل أيام قليلة، أوقفت شركة فورد موتور إنتاجها وطلبيات عملائها من شاحنات إف – 150 لايتنينغ الكهربائية إثر اشتعال بطارية أثناء اختبار قيادة في ميشيغان. وتواصل فورد التحقيق في سبب الحريق. وسيبقى الإنتاج متوقفا حتى إشعار آخر.
الليثيوم يفقد بريقه
وأصبح سعر الليثيوم الآن جزءا من مشكلة أكبر لشركات صناعة السيارات التي طالما كانت مدركة للمشاكل المتعلقة ببطاريات أيونات الليثيوم. لكن قادة الصناعة ركزوا أساسا على التكاليف المرتفعة وفترة عمر البطاريات. وهم مضطرون الآن إلى إضافة الاحتراق التلقائي إلى قائمة العيوب.
ولن يكون مستغربا أو مفاجئا القول إن البطاريات تفقد شعبيتها بسبب هذه الحرائق. لكنها تبقى مجرد مشكل آخر يتعين على صانعي السيارات التعامل معه. وتبرز التكاليف المرتفعة بصفتها القضية الرئيسية، حيث يستمر ارتفاع أسعار الليثيوم المعروف باسم “الذهب الأبيض” بسبب ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية. وأثار مدير تسلا إيلون ماسك مخاوف بشأن ارتفاع تكاليف الليثيوم قبل بضعة أشهر.
في المقابل، كان على صانعي السيارات أن يتعاملوا دائما مع تأثير أيونات الليثيوم البيئي. وكلّما روجوا لكون منتجاتهم خضراء كلما أشار النشطاء البيئيون إلى مشاكل بطاريات أيونات الليثيوم. واليوم لديهم عامل آخر يجعل المشكلة أكثر تعقيدا ألا وهو الحرائق.
التطوّرات الصينية الأخيرة تسبّب بالمزيد من القلق لمشتري الليثيوم. حيث أصبحت الإمدادات العالمية على حافة اضطراب جديد بسبب الإغلاق في مدينة ييتشون
وأطلقت إدارة الإطفاء في نيويورك قبل أيام قليلة جرس الإنذار بشأن مخاطر هذه البطاريات، حيث شهدت المدينة حوالي 22 حريقا خلال الشهرين الأوّلين من عام 2023، حتى أن الإدارة نشرت مقطع فيديو لحريق انطلق من لوح تزلج كهربائي. وتواجه إدارات مكافحة الحرائق في أماكن أخرى نفس المشكلة. ولا يملك الكثيرون الآليات الضرورية لإخماد مثل هذه الحرائق، حيث يقول معظم الخبراء إن حرائق هذه البطاريات لا تزال جديدة جدا بحيث لا يمكن أن يكون هناك إجماع على أسرع وأفضل طريقة للتعامل معها.
وتسبّب التطوّرات الصينية الأخيرة بالمزيد من القلق لمشتري الليثيوم. حيث أصبحت الإمدادات العالمية على حافة اضطراب جديد بسبب الإغلاق في مدينة ييتشون. وتقع المدينة في مقاطعة جيانغشي الصينية التي توفّر حوالي عُشر إمدادات الليثيوم في العالم. وتواجه عمليات إغلاق بسبب تحقيق بيئي.
ووفقا لصحيفة ييكتي، أمرت الحكومة الصينية بإغلاق عمليات معالجة خام الليثيوم في ييتشون وسط تحقيق في انتهاكات بيئية. ويضيف التحقيق حالة من عدم اليقين إلى السوق حيث بدأت الأسعار تتراجع مؤخرا.
ومما يزيد الطين بلّة أن صناعة البطاريات في الصين أصبحت على أعتاب حرب أسعار، ووفقا لتقرير إخباري نشر مؤخرا كانت شركة كاتل لتصنيع بطاريات الليثيوم أيون في الصين تدرس خطة لخفض أسعار البطاريات لشركات السيارات الرئيسية، باستثناء تسلا. واقترحت خفضا في الأسعار بنسبة 10 في المئة تقريبا لمصدّري المواد الخام. وذكر التقرير أن الخطة ستدخل حيز التنفيذ في الربع الثالث من العام الحالي عند إبرام جميع الاتفاقيات.
أبحاث جديدة
حوادث الاحتراق لسيارات تسلا وفورد الكهربائية توقف إنتاج بطاريات الليثيوم إلى أن تكتمل التحقيقات
حوادث الاحتراق لسيارات تسلا وفورد الكهربائية توقف إنتاج بطاريات الليثيوم إلى أن تكتمل التحقيقات
استهدفت خطوة كاتل العملاء المهمين فقط مثل لي أوتو ونيو وهواوي وزيكر. وحددت السعر المقترح لكربونات الليثيوم بـ200 ألف يوان (29 ألف دولار تقريبا) للطن المتري. ويجب أن توافق شركات السيارات الموقّعة على الاتفاقية على شراء حوالي 80 في المئة من حجم بطاريتها من كاتل. ويبلغ سعر الطن من كربونات الليثيوم من فئة البطارية اليوم حوالي 470 ألف يوان، مما يجعل هذه الفرصة كبيرة للشركات.
ورغم ذلك، هناك تطورات جديدة تدعو للتفاؤل، حيث أعلن باحثون أميركيون مؤخرا عن تطوير بطارية ليثيوم هواء. وأكد الباحثون قدرتهم على زيادة كثافة طاقة البطارية أربعة أضعاف مقارنة ببطاريات الليثيوم الحالية. وحقق النموذج الأوّلي خلال الاختبارات ألف دورة شحن وتفريغ.
وكان المشروع بقياد معهد إلينوي للتكنولوجيا ومختبر أرغون الوطني التابع لوزارة الطاقة الأميركية. وحددت ورقة النتائج أن البطارية الجديدة تستخدم مادة البوليمر الخزفية، وتحمل جسيمات نانوية غير مكلفة مع هيكل منفذ للهواء. ويرى الباحثون أن البطارية مناسبة للاستخدام في السيارات الكهربائية والشاحنات والطائرات. ويجب أن يسعد التطور الجديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تتبع سياسة لتعزيز الإمدادات المحلية من العناصر الأساسية، بما في ذلك الليثيوم.
وكانت الولايات المتحدة منتجا رائدا لليثيوم في السبعينات. ثم انتقلت المعالجة إلى الخارج بعد فترة وجيزة. لكنها لا تزال تمتلك رابع أكبر احتياطيات عالمية من الليثيوم، على الرغم من أن الدولة لا تعدّن أو تعالج سوى حوالي 1 في المئة من الليثيوم العالمي. وقد تضيف سياسة الحكومة قريبا المزيد من الطاقة الإنتاجية المحلية لتغذية التحول إلى الطاقة النظيفة.

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه