تقنية جديدة لزيادة عدد القلوب التي يمكن زراعتها بنسبة 30 في المئة

تقنية جديدة لزيادة عدد القلوب التي يمكن زراعتها بنسبة 30 في المئة

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)- تقوم جراحات زراعة القلب بدور مهم في إنقاذ حياة الكثيرين الذين وصلوا إلى مراحل متأخرة من أمراض القلب، حيث توفر لهم فرصا لاستعادة حياتهم الطبيعية مجددا.
غير أن المشكلة الأساسية التي تواجهها هذه النوعية من الجراحات هي عدم توافر أعداد كافية من القلوب الصالحة للزراعة، في مقابل وجود قوائم طويلة من المرضى الذين يحتاجون للخضوع إلى هذه الجراحات لإنقاذ حياتهم.
وكشفت دراسة حديثة أجريت في بريطانيا أنه من الممكن زيادة عدد القلوب القابلة للزراعة إذا ما تم الاحتفاظ بالقلب في حالة العمل داخل جسم المتبرع بعد وفاته.
وبحسب الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين بجامعة كامبريدج البريطانية، فإن هذه التقنية تتضمن استمرار تدفق الدم إلى القلب والرئة وباقي الأعضاء داخل بطن المتوفى، وليس المخ، لفترة وجيزة بعد وفاة المتبرع.
ويؤكد الباحثون أن هذه التقنية يمكن أن تزيد عدد القلوب التي يمكن زراعتها بنسبة تصل إلى 30 في المئة في المستقبل.
ويقول جون لوكا الطالب بالسنة الأخيرة في كلية الطب بجامعة كامبريدج وعضو فريق الدراسة في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني “سايتيك ديلي” المتخصص في الأبحاث العلمية إن “جراحات زراعة القلب هي الملاذ الأخير للمرضى الذين وصلوا إلى المراحل الأخيرة من فشل القلب، وإذا ما كللت هذه الجراحات بالنجاح، من الممكن أن يعيش المريض ما بين 13 إلى 16 عاما إضافية في المتوسط بعد الجراحة”.
وأضاف أن المشكلة الرئيسية التي تواجه هذه الجراحات هي العثور على قلب يناسب المريض، حيث أن كثيرا من المرضى يفارقون الحياة قبل توافر هذه القلوب.
وأكد الباحثون أنه من بين المزايا الإضافية لهذه التقنية هي إمكانية استخراج أعضاء أخرى حيوية من جسم المتوفى وزراعتها من جديد مثل البنكرياس والكبد والكلى دون الحاجة إلى استخدام أجهزة خارجية لحفظ الأعضاء، مما يقلل من تكاليف هذه العملية وصعوباتها.
وعملية زرع القلب هي عملية لاستبدال القلب المريض المصاب بالفشل بقلب أكثر صحة من متبرع. وتكون زراعة القلب علاجًا مخصصًا عادةً للأشخاص الذين لم تتحسن حالتهم بشكل كافٍ مع الأدوية أو العمليات الجراحية الأخرى.
وعلى الرغم من خطورة عملية زراعة القلب، فإن فرصة نجاة المريض تكون جيدة إذا توفّرت الرعاية التفقدية المناسبة.
وتجرى عمليات زرع القلب عندما تكون العلاجات الأخرى لمشكلات القلب غير مجدية، مما يؤدي إلى فشل القلب. وفي حالات البالغين، يمكن أن يحدث فشل القلب بسبب ضعف عضلته (اعتلال عضلة القلب) ومرض الشريان التاجي ومرض صمام القلب، أو مشكلة بالقلب يولَد بها الشخص (عيوب خِلْقية في القلب)، وعدم انتظام ضربات القلب الخَطِرة المتكررة (اضطراب نظم القلب البطيني)، وعدم نجاح عمليات زراعة القلب السابقة. وعند الأطفال، يحدث فشل القلب في الغالب إما بسبب عيب القلب الخِلْقي أو اعتلال عضلة القلب.
وقد يتم إجراء عملية زراعة أعضاء أخرى في نفس الوقت الذي تتم فيه عملية زرع القلب (عملية زراعة أعضاء متعددة) في الأشخاص المصابين بأمراض معينة في مراكز طبية محددة.
وتشمل عمليات زرع أعضاء متعددة، زراعة القلب والكلى، وقد يكون هذا الإجراء خيارًا لبعض الأشخاص المصابين بفشل‎ ‎كلوي بالإضافة إلى فشل القلب. وكذلك زراعة القلب والكبد، وقد يكون هذا الإجراء خيارًا لبعض الأشخاص المصابين بأمراض معينة في الكبد والقلب.
إضافة إلى زراعة القلب والرئتين، ونادرًا ما قد يقترح الأطباء هذه العملية بالنسبة إلى بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة والقلب الشديدة إذا كان لا يمكن علاج الحالات من خلال زراعة القلب أو الرئة فقط.
ومع ذلك، لا تكون زراعة القلب مناسبة للجميع. وقد لا يكون الشخص مرشَّحًا مناسِبًا لزراعة القلب إذا كَان في عمر متقدِّم يمكن أن يتعارض مع القدرة على التعافي من جراحة زراعة الأعضاء، أو مصابًا بحالة مَرَضية أخرى من شأنها أن تؤدي إلى الوفاة المبكرة، بغضِّ النظر عن تلقِّي قلب المتبرِّع مثل مرض خطير بالكبد أو الكلى أو الرئة، أو مصابًا بعدوى نَشِطة، أو لديه تاريخ طبي شخصي حديث من الإصابة بالسرطان، أو غير مستعد أو غير قادر على إجراء تغييرات في نمط الحياة اللازمة للحفاظ على صحة قلب المتبرع، مثل تجنب تناول المخدرات الترفيهية والإقلاع عن التدخين والحد من تناول الكحول.
إجراء عملية زراعة القلب يرتبط بالعديد من المخاطر، مثل عدوى في الشق الجراحي، ونزيف
وإلى جانب مخاطر إجراء جراحة القلب المفتوح، التي تشمل النزيف والعدوى وتكوّن الجلطات الدموية، فإن مخاطر زراعة القلب تشمل رفض قلب المُتبرِّع. وأحد أكثر المخاطر إثارة للقلق بعد عملية زراعة القلب هو رفض الجسم لقلب المُتبرِّع.
فقد يرى الجهاز المناعي قلب المُتبرِّع جسمًا غريبًا ويحاول رفضه؛ وهو ما قد يتلف القلب. لذا يكون على كل متلق لزراعة القلب تناول أدوية لمنع الرفض (أدوية مثبطة للمناعة)؛ ونتيجةً لذلك يستمر معدل رفض العضو المزروع في الانخفاض. وفي بعض الأحيان، سوف يؤدي تغيير الأدوية إلى وقف الرفض في حال حدوثه. وللمساعدة في منع الرفض، من الأهمية بمكان أن يتناول المريض دائمًا الأدوية كما هو محدَّد في الوصفة الطبية، وأن يحافظ على كل مواعيده مع طبيبك.
وغالبًا ما يحدث الرفض دون ظهور أعراض، ولتحديد ما إذا كان الجسم سيرفض القلب الجديد أم لا، سيتم إجراء خزعات متكررة للقلب خلال العام الأول بعد إجراء الزراعة. وبعد ذلك، لن يحتاج المريض إلى إجراء خزعات بالوتيرة نفسها.
ويرتبط إجراء عملية زراعة القلب بالعديد من المخاطر، مثل عدوى في الشق الجراحي، ونزيف، وندوب في مكان الشق، وهبوط شديد في ضغط الدم.

 

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه