بكتيريا الأمعاء تحفز الاستجابة المناعية ضد سرطان القولون والمستقيم

بكتيريا الأمعاء تحفز الاستجابة المناعية ضد سرطان القولون والمستقيم


لندن - يؤكد الباحثون أنه يمكن استخدام المستقلبات التي تنتجها بكتيريا الأمعاء أثناء عملية الهضم لتحفيز الاستجابة المناعية ضد سرطان القولون والمستقيم، أحد أكثر أشكال السرطان فتكا.
ووجد فريق البحث أن المستقلبات تنشط جزيئا على سطح الخلايا السرطانية لجذب الخلايا المناعية المسماة الخلايا التائية.
كما أن المستقلبات قادرة أيضا على الدخول إلى نواة الخلايا السرطانية وتغيير الحمض النووي الخاص بها، ما يجذب انتباه الجهاز المناعي بشكل أكبر.
وتشرح كريستي بيكر الأستاذة المشاركة في أقسام الأورام والأحياء الدقيقة الطبية والمناعة “ما رأيناه هو أن هذه المنتجات تنظم جزيئا رئيسيا في الخلايا السرطانية التي تتفاعل معها الخلايا التائية بشكل مباشر، لذا فهي توفر طريقة للخلايا التائية لاكتشاف وجود الخلية السرطانية، وأن هناك شيئا خاطئا، وأنها تريد القضاء عليه”.
وتضيف بيكر “كانت المنتجات تُحدث أيضا تغييرات في التعبير الجيني للخلية والذي ينسق التفاعلات بين الخلايا السرطانية والجهاز المناعي”.
وتوضح “نسمع كثيرا أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف مفيد جدا وقد يكون وقائيا ضد السرطان، لذلك كان جزءا من السؤال الذي كنا نطرحه هو كيف يمكن للألياف أن تساهم في الحماية من السرطان؟”.
اثنان من المستقلبات الأكثر وفرة التي تنتجها بكتيريا الأمعاء في أثناء هضم الألياف الغذائية، هما الزبدات والبروبيونات
واختبر الفريق إثنين من المستقلبات الأكثر وفرة التي تنتجها بكتيريا الأمعاء أثناء هضم الألياف الغذائية، وهما الزبدات والبروبيونات. وقام الباحثون بتعريض الخلايا السرطانية في قولون الفئران إلى المستقلبات لمراقبة آثارها الدائمة. كما قاموا باختبار المستقلبات على الخلايا السرطانية البشرية في المختبر لتأكيد النتائج.
وكشفت بيكر “لقد فوجئت حقا بحقيقة أن الاستجابة كانت قوية جدا وقابلة للتكرار”.
وتخطط بيكر لمواصلة بحثها لفهم الآليات المشاركة في الاستجابة بشكل أفضل، على أمل رؤية البحث يوما ما يستخدم لتطوير اختبارات تشخيصية أو علاجات جديدة للسرطان.
وستقوم باختبار المستقلبات بتركيزات مختلفة ودمجها مع العلاجات المناعية لمعرفة مدى فعاليتها ضد أنواع مختلفة من الخلايا السرطانية.
وذكر بحث علمي جديد أن مرضى السرطان الذين لديهم مستويات مرتفعة من البكتيريا المعوية المفيدة يكونون أكثر استجابة على الأرجح للعلاج المناعي، مما قد يفتح طريقا جديدا لتحسين استخدام علاجات حديثة تتسم بفاعليتها الشديدة.
ويقول البحث الذي نشر في تقريرين علميين بدورية “ساينس” إن الأطباء قد ينصحون المرضى في المستقبل بالعناية بالبكتيريا المفيدة في أجسامهم عندما يأخذون الأدوية المعروفة باسم “بي.دي-1” مثل كيترودا الذي تنتجه ميرك وأوبديفو الذي تصنعه شركة بريستول مايرز سكويب.
سرطان القولون يبدأ عادةً في صورة تكتُّلات صغيرة غير سرطانية (حميدة) من الخلايا تُسمَّى سلائل تتكوَّن بداخل القُولون. وبمرور الوقت قد تُصبِح بعض تلك السلائل سرطانات في القُولون
والبحثان هما أحدث مثالين على أهمية المايكروبايوم، وهو عالم كبير من الميكروبات التي تعيش داخل الجسم البشري.
وقالت جنيفر وارجو الباحثة في مركز إم.دي أندرسون لعلاج السرطان في ولاية تكساس الأميركية وعضو فريق البحث “تستطيع أن تغير المايكروبايوم لديك. الأمر ليس صعبا.. لذلك نعتقد أن هذه النتائج تفتح فرصا جديدة هائلة”.
ويمكن الاستفادة من المايكروبايوم بتغيير النظام الغذائي وتجنب المضادات الحيوية وتناول البروبيوتيك، وهي مكملات غذائية من البكتيريا الحية.
ويبدو أن البكتريا المفيدة تساعد في علاج السرطان عن طريق تحفيز الخلايا المناعية وتهيئة المجال لأدوية “بي.دي-1” التي تعمل بإطلاق العنان للجهاز المناعي.
ويحدث مثل ذلك العلاج المناعي ثورة في علاج السرطان في الوقت الراهن، لكن لا يستجيب له سوى 20 إلى 30 في المئة من المرضى، مما دفع المتخصصين وشركات الأدوية إلى البحث عن سبل أفضل لتحديد المرضى القابلين للاستجابة لهذا النوع من العلاج.
وسرطان القُولون هو أحد أنواع السرطانات التي تبدأ في الأمعاء الغليظة (القُولون). والقُولون هو الجزء النهائي من السبيل الهضمي.
ويُؤثِّر سرطان القُولون بشكل كبير في البالغين الأكبر سنًّا، على الرغم من ظهوره في أي عمر. ويبدأ عادةً في صورة تكتُّلات صغيرة غير سرطانية (حميدة) من الخلايا تُسمَّى سلائل تتكوَّن بداخل القُولون. وبمرور الوقت قد تُصبِح بعض تلك السلائل سرطانات في القُولون.
من علامات وأعراض سرطان القولون: التغير المستمر في حركة الأمعاء، سواء الإسهال أو الإمساك، أو التغيّر في تماسك البراز
وقد تكون السلائل صغيرة، وتنتُج عنها أعراض قليلة، إن وجدت. ولهذا السبب، يوصي الأطباء بالخضوع لفحوصات منتظِمة للمساعدة في الوقاية من سرطان القُولون بالتعرُّف على السلائل واستئصالها قبل أن تتحوَّل إلى سرطان.
وفي حالة الإصابة بسرطان القُولون، توجد العديد من العلاجات المتاحة للمساعدة في السيطرة عليه، وتشمل الجراحة، والعلاج الإشعاعي والعلاجات الدوائية، مثل العلاج الكيميائي، والعلاج الموجَّه، والعلاج المناعي.
ويُطلَق على سرطان القُولون في بعض الأحيان سرطان قولوني مستقيمي، وهو مصطلح يجمع بين سرطان القُولون وسرطان المستقيم، ويبدأ في المستقيم.
ومن ضمن علامات وأعراض سرطان القولون: التغير المستمر في حركة الأمعاء، سواء الإسهال أو الإمساك، أو التغيّر في تماسك البراز، النزيف الشرجيّ، اضطرابات مستمرة في البطن مثل التقلُّصات المؤلمة أو الغازات أو الألم، الشعور بأن الأمعاء لا تفرغ ما بها تمامًا، الضعف أو الإرهاق، وفقدان الوزن غير المفسر.
ولا تظهر الأعراض لدى العديد من الأشخاص المصابين بسرطان القُولون في المراحل المبكِّرة من المرض. وفي حال ظهور الأعراض، فيحتمل أن تتباين وفقًا لحجم السرطان وموقعه داخل الأمعاء الغليظة.
ولا يعلم الأطباء على وجه اليقين أسباب الإصابة بأنواع سرطان القولون.
وبوجه عام، يحدث سرطان القولون عندما تنشأ تغيرات (طفرات) في الحمض النووي لخلايا القولون السليمة. ويحتوي الحمض النووي للخلية على مجموعة من التعليمات توجه الخلية إلى ما يجب فعله.
وتنمو الخلايا السليمة، وتنقسم بطريقة منظَّمة للحفاظ على عمل وظائف الجسم على نحو طبيعي. ولكن عندما يتلف الحمض النووي ويُصاب بالسرطان، تستمرُّ الخلايا في الانقسام، حتى في حالة عدم الحاجة إلى خلايا جديدة. وتتراكم الخلايا لتشكِّل وَرَمًا.
وبمرور الوقت، يمكن أن تنمو الخلايا السرطانية لتغزو وتدمر النسيج الطبيعي المجاور. ويمكن أن تنتقل الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم وتستقر بها (نَقيلة).

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه