معتز الجعمي
تعتبر وحدة اليمن ذات أهمية قصوى في الساحة السياسية العالمية الحالية، حيث يقع اليمن في منطقةٍ إستراتيجيةٍ
مهمة، وبالتالي فهو لاعب حاسم وبارز في الديناميكيات الجيوسياسية والاقتصادية للشرق الأوسط. ولأن الوضع الداخلي حاليا في اليمن أصبح كارثيًا منذ ما أطلق عليه الربيع العربي عام 2011م وثورة فبراير على نظام الحكم في الجمهورية اليمنية في ظل رئاسة باني نهضة اليمن الكبير ورمز الوحدة ومحققها، الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، وهو ما كان له تبعاته السلبية على مستقبل وأمن واستقرار اليمن، ودخلت اليمن في في كم من الصراعات والتكتلات والحروب، ولم تزل البلد تعاني ويلات الحرب حتى اليوم ، لم تكلف هذه الحرب أرواح الشعب اليمني فحسب، بل أدت أيضًا إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. فقد أصبح اليمن ساحة معركة للقوى الإقليمية!!
مما أثار مخاوف من حروب أوسع ربما تشمل المنطقة برمتها،
إن الصراعات المستمرة على السلطة بين الفصائل السياسية والانقلابية، سيؤدي إلى خلق أرضية خصبة لازدهار المنظمات الإرهابية والجماعات الحوثية المتطرفة، وفي ظل السيطرة على أجزاء من مؤسسات الدولة في ظل الوضع الراهن سيدفع إلى خلق أزمة إنسانية حادة، كما هو الحال عند نشوء الحروب الداخلية التي ينزح على اثرها ملايين الناس ويعيشون على شفا المجاعة. وبالنظر إلى الوضع الحالي في اليمن ، من الواضح أن وحدة البلاد هي السبيل الوحيد للمضي قدمًا. نحو بلد آمن ومستقر، وهو الكفيل بإخماد الصراع على السلطة بين الفصائل والتكتلات السياسية في أكثر من جهة، بل سيقلل أيضًا من حدة الأزمة الإنسانية، ويوفر الاستقرار في المنطقة ويمنع البلاد من أن تصبح ساحة معركة لأي قوى خارجية، علاوة على ذلك يمكن لليمن الموحد المستقر مواجهة كل أنواع التطرف والانقلاب والارهاب، والتخفيف من حدة الفقر والبطالة لأبناء الوطن ، إضافة إلى استعادة وبناء مؤسسات الدولة من أيدي الجماعة الانقلابية الحوثية، وذلك عندما تفرض الدولة هيبتها وقدراتها عسكرياً واقتصادياً أمام العالم كما كانت عليه سابقا بل وأفضل من ذلك ، لكن تحقيق ذلك يتطلب رجال صادقين وأكثر وطنية، وهذا ما يأمله الشعب اليمني ويترقبه، وإن من الواجب على كل الأطراف السياسية من أبناء اليمن التمسك والالتفاف حول وحدة اليمن واعتبارها قضية ومصير، من الجنوب إلى الشمال ومن الشمال إلى الجنوب ليبقى اليمن شامخاً قوياً و موحدا أمام العالم ، وأمام كل القوى الخارجية المتربصة والداعمة لتقسيم وحدة اليمن الموحد ، وفي الأخير رسالتنا إلى دول الجوار والمجتمع الدولي على حد سواء ، للعمل بجديه وضمير، وتسخير كل امكانياهم وقدراتهم اقتصادياً وسياسياً لحفظ ودعم وحدة اليمن الكبير خارج إطار المصالح الذاتية والإقليمية، وأن يكونوا مصدر إلهام داعم وبنّاء للحفاظ على بقاء اليمن موحداً وعدم إثارة النزعات الداخلية، بأي شكل من الأشكال ، من أجل المصالح الجماعية واستقرار المنطقة ككل .