دور الأدلة الحديثة في إثبات الجريمة

بقلم  كاظم عبد جاسم الزيدي أيار 30, 2023 74

دور الأدلة الحديثة في إثبات الجريمة

 

 كاظم عبد جاسم الزيدي

 

مع التطور المتسارع في مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة فقد تعاظم دور الأدلة العلمية في الإثبات الجنائي وزاد هذا الدور التقدم العلمي في مجالات العلوم المختلفة الكيميائية أو الفيزيائية فقد تطورت وسائل اكتشاف الجريمة وان التقدم التكنولوجي أدى إلى حدوث تطور نوعي في الجرائم لذلك كان من الواجب ان تكزن القوانين مواكبة لطبيعة العصر الذي نعيش فيه لان النصوص القانونية اذا عجزت عن تحقيق العدالة سنصبح إمام مجتمع تسوده الفوضى وعلى الرغم من تطور استخدام الوسائل الحديثة في ارتكاب الجرائم ومحاولات الجناة للإفلات من العقاب الا ان ظهور البصمة الوراثية جاء ليكون منقذا للعدالة حيث ان دور البصمة الوراثية لم يقف عند حد تقديم وسيلة جديدة لحسم المنازعات في مسائل النسب والبنوة بل لعبت دورا كبيرا في أثبات الاتهام في الجريمة ونسبتها إلى الجاني وفي تحديد هوية المجني عليه وغيرها وان هناك الكثير من أنواع البصمات يتم الاستفادة منها في التحقيق الجنائي ومنها بصمة الإصبع وبصمة الصوت وبصمة الصورة وبصمة المخ وعلى الرغم من التطور العلمي وظهور أنواع كثيرة من البصمات بكافة التقنيات الحديثة الا انه مازال الاعتماد على تقنية بصمات الأصابع اكثر من غيرها من الأنواع الأخرى من البصمات كونها لا تخطئ إذ لا يوجد احد يتطابق في بصمات الأصابع حتى لو كان توأم وبما لهذة البصمة من أهمية في مجال الإثبات الجنائي وبرزت بصمة الصوت في الآونة الأخيرة على الساحة الجنائية في مجال إثبات الجريمة وبصمة العين من البصمات التي يتم أخذها عن طريق جهاز مخصص لهذا الغرض وان لكل عبن بمصتها و لا تتشابه مع غيرها و لو كانت لنفس الشخص وعند الاشتباه في أي شخص يتم الضغط على زر معين بالجهاز فتتم مقارنة صورته بالصورة المخزنة في ذاكرة الجهاز وتتنوع بصمة العين إلى عدة أنواع منها بصمة لقاع العين الشبكية وبصمة القزحية وتم اكتشاف تقنية جديدة في مجال علم البصمات تعرف باسم )بصمة المخ( يمكن ان يتحدد من خلالها مدى علم المشتبه به بالجريمة وتعمل هذه التقنية على قياس وتحليل طبيعة التشابك الكهربائي للمخ في زمن اقل من الثانية لدى مواجهة صاحبه بشي على علم به وان هناك أنواع أخرى من الوسائل العلمية الحديثة ومنها الأشعة غير المرئية تزيد أطوال موجاتها عن الأشعة الحمراء المرئية وكذلك الأمر بالنسبة للأشعة فوق البنفسجية و اشعة ) x (و أشعة جاما لا تراها عين الانسان الا انه من الممكن ان يسجل تأثيرها على أفلام التصوير الفوتوغرافية الحساسة و التي بدورها أصبحت وسيطا لتسجيل ما لا تراه العين البشرية فالتقط العلماء خيوط هذه الحقائق ولم يذخروا وسعا في سبيل الاستعانة بها لخدمة الانسان واتسعت اتجاهاتهم في مجال خدمة العدالة و لكشف الأدلة في القضايا الجنائية والمدنية و كمثال على ذلك تستخدم هذه الأشعة في مجال التزييف عن التزوير في المستندات و لإظهار البصمات الكامنة وبقع الدم وقد أدى التصوير بهذه الإشعاعات في العصر الحديث بقدر يفوق كل تصور في كشف العديد من الجرائم و ان الأشعة فوق البنفسجية هي نوع من الأشعة غير المرئية أي لا ترى بالعين المجردة ويمكن الحصول عليها بطريقة علمية و ذلك للاستفادة منها في الإثبات الجنائي حيث ان تسليط هذه الأشعة على الورقة المراد كشف التزوير فيها يعكس فتظهر الكلمات المحذوفة بالإضافة إلى دور أشعة جاما في الإثبات الجنائي حيث يمكن استخلاصها من عناصر طبيعية مثل الراديوم و يمكن استخدامها في مكان العمل ونجد من الضروري تعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم 23  لسنة 1971  و إدخال التقنيات الحديثة في مجال الإثبات الجنائي للجرائم التي تعجز الوسائل التقليدية عن إثباتها مما يسهم في إقرار العدالة الجنائية .

 قاض

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه