د. قيس حمادي العبيدي
باحث وكاتب وأكاديمي
ان وقوع منابع دجلة والفرات في الاراضي التركية، ولاسيما نهر الفرات منح تركيا موقعا متميزا وقوة استراتيجية مهمة، فيما يتعلق باستخدام مياه نهري دجلة والفرات في مشاريعها الاروائية والكهرومائية، وتسخير سياستها المائية في حوضي دجلة والفرات وهو محاولة لتأطير عامل المياه بغطاء سياسي، وذلك بسعيها الدائم للمماطلة والتسويف اثناء المباحثات مع دول اسفل المجرى النهري، فضلا عن إطالة المفاوضات كي يتيح لها ذلك الاستمرار بسياسة انشاء المشاريع الاروائية على مياه دجلة والفرات دون الاكتراث لحقوق العراق المائية من مياه النهرين، ان تركيا تحاول تبرير استحواذها على مياه نهري دجلة والفرات وممارسة السيادة المائية المطلقة عليهما إسوة بالعراق بعده دولة نفطية والذي له حق التصرف بثروته النفطية ، وعلى ضوء ذلك صدرت العديد من التصريحات تؤكد رغبة تركيا في استثمار مياهها اقتصاديا، ومن المعلوم ان تركيا هو البلد الوحيد في المنطقة والذي يتمتع بوفرة مائية الامر الذي يتيح له استخدام المياه كسلاح استراتيجي في التعامل ليس مع العراق فحسب بل مع دول مجلس التعاون الخليجي العربي من خلال ما يسمى بمشروع انابيب السلام، وتشير التوقعات المستقبلية ان العراق سيعاني خلال الثلاثين سنة المقبلة من نقص بالمياه الامر الذي بنذر باحتمالية اندلاع نزاع في المنطقة سيكون من اهدافها الرئيسة السيطرة على المياه..