سلمى صوفاناتي
لاقى الإقتصاد الأمريكي حالة من الرعب والفزع .. سنة ١٩٠٧ مما أدى إلى تهافت الناس على البنوك لسحب ودائعها .. وكان السبب الرئيسي الذي أشعل الأزمة .. محاولة فاشلة من قبل مجموعة من المضاربين للإستيلاء على أسهم شركة النحاس المتحدة ، والتلاعب بها ..
وكانت الولايات المتحدة آنذاك القوة الرئيسية التي لاتمتلك بنك مركزي .. عدا الاضطرابات الإقتصادية الشديدة ، التي سببتها الفوضى .. إضافة إلى عجز البنوك على رد أموال المودعين .. وإفلاس الكثير من الشركات الأمريكية .. من هنا ظهرت دعوات بإنشاء مؤسسة أمريكية .. لمنع حالات الذعر والإضطرابات المتعلقة بهذا المحور .. وفي شهر ديسمبر سنة ١٩١٣ وقع الرئيس الأمريكي وودور ولسون ملفا يختص بالإحتياطي الفدرالي أو البنك المركزي الأمريكي .. ومع مرور الوقت .. وبعد مئة وتسع سنوات تحديدا .. أصبح الفيدرالي الأمريكي المؤسسة المالية الأخطر تأثيرا في جميع أنحاء العالم .. وكانت الدول الفيدرالية تسعى لتحقيق تشاركية بالتفويض المزدوج للدول المادية .. الهدف من ذلك هو توجيه الإقتصاد الأمريكي من ناحية التوظيف الكامل أولا .. والحفاظ على استقرار الأسعار ، أو التحكم في مستويات التضخم الذي يمتلك سرعة محددة من المفروض أن يمشي بها دون تزايد أو تباطىء .. وإلا : سيخلف ذلك أمراضا اقتصادية كبيرة مثل التضخم والإنكماش .. وإذا كان الإحتياط الفيدرالي يعرف أن الإقتصاد الأمريكي ينمو بسرعة كبيرة أو ببطىء شديد جدا .. فإنه يتدخل بضبط السرعة من خلال السياسة النقدية المسؤول عنها .. النقطة التي يتمكن من خلالها تنفيذ ماتم ذكره ، هو أسعار الفائدة الداخلية التي تختص جميعها بالإقتصاد الأمريكي ..
إلا أن تأثيرها عابر للحدود الأمريكية والتي تؤثر على جميع الأسواق العالمية .. وعلى مستوى معيشة الأفراد بالدول النامية والناشئة .. تحديدا مثل اقتصادات الدول العربية .. ولذلك : يتوجب على كل شخص عربي .. فهم تأثير قرارات الإقتصاد الفيدرالي ويتبعها النفوذ العالمي الفيدرالي الأمريكي ، ناتج عن كون الإقتصاد الأمريكي هو الإقتصاد الأكبر في العالم .. لذا فإن الدولار الأمربكي هو العملة المهيمنة بالإقتصاد العالمي .. مثال على ذلك تأثير الحرب الروسية الأمريكية على أوكرانيا ..
وإذا رفع الفيدرالي سعر الفائدة فإن ذلك يؤثر سلبا على جميع الدول العربية .. من حيث ارتفاع قيمة الدولار وتأثيرها المباشر على كافة العملات العربية ..