الورد جميل

بقلم فاروق يوسف أيلول/سبتمبر 16, 2023 123

الورد جميل


الغزل بالورد يحمل في ثناياه نداء أنثويا.

الورد مساحة للتأمل الوجودي
قبل وردة الجزائرية كان الشاعر عروة بن الورد الذي عاش في عصر ما قبل الإسلام واشتهر بلقب أمير الصعاليك قد قال في خطاب موجه إلى زوجته “أقلي علي اللوم يا ابنة منذر/ ونامي فإن لم تشتهي النوم فاسهري/ ذريني ونفسي أمُ حسان إنني/ بها قبل أن لا أملك البيع مشتري”.

تقول وردة “ذنب الورد إيه أوراق الورد بتتألم/ أوراق الورد بتتكلم وتصرخ وتقول/ للجاني إذا كنت خاصمت البستاني/ إيه ذنب الورد إيه”. كان العراقيون يستعملون لقب “ورد الورود” في وصف المرأة الأكثر جمالا. يقول رضا علي “يا ورد الورود/ يا حلو الخدود/ ريحتك فاحت ورد/ والناس صاحت ورد/ يا ورد كلك ورد “، كان ذلك الوصف مجازيا.

أما الشيخ زكريا أحمد فقد اتخذ من الورد مساحة للتأمل الوجودي “الورد جميل، جميل الورد/ الورد جميل ولوه أوراق عليها دليل من الأشواق”، ومن ذلك الجمال الطبيعي ينطلق إلى الجمال الأخلاقي “شوف الزهور بقه واتعلم/ بين الحبايب تعرف تتكلم”، كيف يمكننا أن نتعلم الكلام من الورد الصامت؟

وكان محمد عبدالوهاب قد اكتشف وردة الحب الصافي قبل أن ينزل إلى السوق ويقول “يا ورد مين يشتريك/ وللحبيب يهديك”. ذلك ما مهد للعراقي حضيري أبوعزيز لكي يمزج بين القيمة السلعية للورد وبين دلالاته الوجدانية ويقول “عمي يا بياع الورد قلي الورد بيش قلي”، وهي الأغنية التي انتشرت عربيا من خلال صوت السوري صباح فخري.

وبطبيعتها كانت فيروز تهب الطبيعة بعدا خياليا فهي تقول “بعدك على بالي يا قمر الحلوين/ يا زهرة تشرين يا ذهبي الغالي/ بعدك على بالي يا حلو يا مغرور/ يا حبق ومنثور على سطحي الغالي”.

والغزل بالورد كان يحمل في ثناياه نداء أنثويا على طريقة إسمهان “يا بدع الورد يا جمال الورد”، وهو ما دفع العشاق العرب إلى أن يكتبوا رسائلهم على ورق مزخرف بالورود.

وكانت هناك دائما دفاتر مزينة أوراقها بالورود ومعطرة وذلك ما قصده كارم محمود حين غنى “على ورق الورد أكتبلو/ أكتبلو وأعيد/ واشرحلو الود اشرحلو على ورق الورد”، وبعد أن يرسل رسالته يصف حالته بقوله “حَ استنَّى يومين وابعت جوابين/ بين يوم وتنين حيجيني جواب/ يوصلني قريب من أغلى حبيب/ واتهنَّى وطيب زي الأحباب”.

غير أن المعادلة التي اقترحها ملحم بركات هي الأكثر انسجاما مع الطبيعة “ما في ورد بيطلب ميه/ الورد بيبقه سكوت/ إذا ما سقيتو شوية شوية/ ع السكات بيموت”.

فاروق يوسف
كاتب عراقي

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه